الحمد لله خالق كل شيء ، و رازق كل حي ، أحاط بكل شيء علماً
،
و كل شيء
عنده بأجل مسمى ، أحمده سبحانه و أشكره ،
و أتوب إليه و أستغفره و هو بكل لسان محمود ،
و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و هو الإله
المعبود .
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله ،
صاحب المقام المحمود ، و الحوض المورود ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه الركع
السجود ،
و التابعين و
من تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود ، و سلم تسليماً كثيراً
.
أمّـــا بعـــد :
فاتَّقوا الله
عبادَ الله ، و اعلَموا أنّ الدّنيا تجرِي إلى فنائِها في تعادِيهَا
،
و أنَّ الظَّفَر و الفَلاحَ
لمن يعاديها ،
و قد لاحَت ـ
يرحمكم الله ـ أمَارَات لدُنُوِّ بوارِها و تلاشِيها ،
فصونُوا النفوسَ
عمّا يوبِقها و يُخزيها ،
و تجمَّلوا
للسَّاعة بالتقوَى فنِعمتِ الزاد لملاقِيها
،
أيّها المسلِمون
، للعقيدةِ التي جاءَت بها شَريعتُنا الغرّاءُ فغرَسَتها في
نفوسِ المسلِمين
و أقامت
علَيها أجلَى البراهينِ أثرٌ كبير في استقامةِ المسلم و هُداه و بلوغِه
من الرّضا عن
ربِّه عُمقَه و مداه ، من ذلكم ـ يرعاكم الله ـ عقيدةُ الإيمانِ باليوم
الآخر
و قضيّةُ
الساعة و ما يتقدَّمها من أمارات و علاماتٍ ،
من أيقنَها و
تدبَّرها غمَرته عظمتُها و رَهبَتها، و أذهَلَته سَطوَتها و هَيبَتُها
،
و استَحكَم في
شغَافِه إيمانُه بصاحبِ الرسالة ، و أسلَم مُنقادًا لكلِّ ما أخبر به
منَ الغيوبِ ،
صَلَوات ربي
و سلامه عليه ،
{ ذَلِكَ يُوعَظُ
بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
}
[البقرة: 232]
.
إخوةَ العقيدة
، و كَونُكم هذا بَديعُ النِّظام المخلُوقُ على أحكمِ دِقّةٍ
و أبلغ تصوير
بكواكبِه و شموسِه و
أراضيه و محيطاته سيؤول بجبروتِ الله
إلى الانفطارِ و
الانتثارِ و الدّمارِ و الاندِثار، ثمّ مصير البرايَا إلى جنّةٍ أو نار
،
جعَلَنا الله و
إيّاكم في دار الأبرار .
و قد أخبر جلَّت
حِكمته عن قربِ ذلك و دنوِّه :
{ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ
حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ
}
[الأنبياء: 1]
،
و جعَل الملك الديّانُ لميقات
ذلك أشراطًا سابِقَة و فتنًا ممحِّصات و محنًا
مبتلِيَات،
يقول تعالى
:
{ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ
السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا
}
[محمد: 18] ،
ويقول صلى الله
عليه و سلم :
(( إنَّ بين يدَيِ الساعةِ فتَنًا كقِطَع الليل المظلِم ؛
يصبِح الرجل فيها مؤمنًا و يمسِي كافرًا ،
و يمسِي مؤمنًا و يصبح كافرًا ))
أخرجه الإمام أحمد
و غيره .
إخوة
الإيمان ، و أشراطُ الساعة قسمان : صغرى و كبرى
.
أمّا الصغرى فمنها
ما مضى و انقضَى ،
كَبعثةِ الرسول
صلى الله عليه و سلم لقوله عليه الصلاة و السّلام :
(( بُعِثت أنا والساعة كهاتين ))
يشير بأصبعَيه
فيمدّهما . أخرجه البخاري .
و في رواية لأحمد
:
(( إن كادَت لتسبقني )) .
و فتح بيتِ
المقدِس و ظهورِ الخوارج و ظهورِ مُدَّعي النبوّة
،
يقول صلى الله عليه و سلم
:
(( لا تقوم
السّاعةُ حتى يُبعَثَ دجّالون كذّابون ،
قريب من ثلاثين ، كلّهم يزعم أنّه رسول الله
))
أخرجه البخاري .
و قد ظهر على عهده
و بَعدَه صلى الله عليه و سلم كثيرٌ منهم .
أيها
المؤمنون ، و أشراط الساعة الصّغرى التي صحَّت بها الأحاديثُ
وقع كثيرٍ مِنها
في هذه العصور ، و لا تزال في ازديادٍ و انتشار ،
مِن أعظمها ظهورُ
الشرك في أمّة التوحيد ، و هذه الرزيّة قد استَحَكمت
في كثير مِن
الأقطار الإسلامية ؛ حيث بَنَى فِئامٌ منَ الناس المشاهدَ على القبور
،
و طافوا بها
و تمسَّحوا بستورها ، و نذروا لها من دونِ الله ،
و أَمُّوها
بالتبرُّك و الرجاء و كشفِ الكرباتِ و الالتِجاء ،
و في هذهِ
العلامةِ يقول صلى الله عليه و سلم :
(( لا تقوم الساعةُ حتى تلحَق قبائل مِن أمّتي بالمشركين ،
و حتى تعبدَ قبائل من أمتي الأوثانَ ))
أخرجه أبو داود و الترمذي
.
و من أشراطِ
الساعة الصُّغرى ظهورُ المعازف و استحلالها و فشوُّها و استِفحالها،
عن سهل بن سعد
أن رسولَ الله صلى الله
عليه و سلم قال :
(( سيكون في آخرِ الزمان خَسفٌ و قذف و مَسخ
)) ،
قيل : و متى ذلك
يا رسول الله ؟ قال :
(( إذا ظهَرتِ المعازف و القيناتُ ))
أخرجه الهيثميّ في مجمعهِ و
الطبرانيّ في معجمه . و القيناتُ المغنِّياتُ
،
و قد عظُم ظهور هذا الفسادِ و
انتشر و استشرَى فحشه في الأرض و أضرّ .
و مِن العلامات
التي ضجَّت منها كثيرٌ من الأفاق
و عمَّ شرُّها
الأرجاء فشوُّ الكاسِيات العاريات ، يقول صلى الله عليه و سلم :
(( صنفان من أهل النار لم أرهما )) ،
و ذكر منهما :
(( و نساء كاسياتٌ عاريات مميلات مائلات ،
رؤوسهم كأسنمة البُخت المائلة ، لا يدخلن الجنةَ و لا يجدن
ريحها ))
أخرجه مسلم
.
و هذه الأمارةُ ظهرت قبل
عصرِنا ، و هي فيه أكثر ظهورًا و أشدُّ حسورًا
.
و يدخل في معاني
الحديثِ الملابسُ الضيّقَة المخصَّرة التي تصِف و إن لم تُشِف
.
و إنك
لسامعٌ وَراءٍ عَجبًا ممّا يُبَثّ عبر القنوات و الفضائيات المعاصرة
.
معاشر
المسلمين ، و من الأشراطِ التي أدمت المآقي و قطعت نياط القلوب ،
كثرةُ القتل و
إراقةِ الدماء ، عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه أنه
قال:
قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم :
(( بين يدَيِ الساعة أيّامُ الهرج ، يزول العلم ، و يظهَر
فيها الجهل ))
أخرجه البخاري ،
و الهرجُ القتلُ ،
و عند أحمد :
(( إنّه ليس بِقَتلكم المشركين ، ولكن يقتل بعضُكم بعضًا ،
لا يدري القاتل فيم قَتل ، و المقتول فيم قُتِل ))
.
و هذه العلامةُ قد
ظَهَرت بجلاءٍ و وضوح ، و سرَت في كثيرٍ من الأقطار ،
فلم يبقَ في
العالم المتحارِب بلدٌ ـ إلا مَن رَحم الله ـ دونَ هرجٍ و سفكٍ و قلاقل
،
و لا تسَل ـ يحماك
الباري ـ عن سائر الحروب ،
و ما جرَّته و
تجرُّه من هرجٍ و مرج و نَسفٍ و اغتيال و تفجيرٍ و تَدمير و احتيالٍ
.
و من العلامات
ظهورُ موتِ الفجأة ،
فعن أنس بن مالك
رضى الله تعالى عنه أنه قال :
قالَ رَسول الله
صلى الله عليه و سلم :
(( مِن أماراتِ الساعة أن يظهَرَ موتُ الفجأة
))
أخرجه الطبراني
.
و هذه الأمارة لم يسلم منه
كثيرون ، فكم من مصبّح في أهله معافى أمسى في لحده مدرجًا
.
و من الأمارات
الصغرى التطاول في البنيانِ ،
يقول صلى الله
عليه و سلم في حديثِ جبريل المشهورِ :
(( و أن ترى الحفاةَ العراة العالةَ رعاءَ الشاء يتَطاوَلون
في البُنيان)) ،
الله المستعان ، فكيف بعَصرنا
الذي عمَّت فيه الشاهقات و كثُرت فيه الناطِحات
.
و كذا تقارُب
الزمان ، صحَّ عند أحمد و غيره :
(( لا تقوم الساعة حتى يتقارَبَ الزمان ، فتكون السنةُ
كالشهر ،
و يكون الشهر
كالجمعة ، و تكون الجمعة كاليوم )) ,
علّق الحافظ ابن حجر يرحمه
الله بقوله :
" فإنّنا نجِد في
سرعةِ الأيام ما لم نجِده في العصر الذي قبلنا " ،
الله المستعان ،
فكيف ـ يا عبادَ الله ـ
بزماننا الذي
طوَّحت فيه السنوات و نُزِعت البركات ؟ !
أمّةَ الإسلام
، و من الأمارات التي نجَمَت في هذه الأوقات و صحَّ خبرها
عن الصادق المصدوق
صلى الله عليه و سلم انتشارُ الربا و الزلازل
[ و خَفضُ ]
الصالحين و ارتفاعُ الأسافل و ضياعُ الأمانةِ و تَوسِيد الأمرِ إلى
غيرِ أهله
و التِماس
العلمِ عند الأصاغِر و تقارب الأسواقِ و كثرة النساء و ظهور
الفاحشة
و ذيوعُ
الكذِبِ و الإشاعاتِ و التهاوُن بالسنن ،
و صدق الصادق
المصدوق صلى الله عليه و سلم :
(( بدأ الإسلام غريبًا ، و سيعود غريبًا كما بدأ ، فطوبى
للغرَبَاء )) .
أيّها الإخوة
الأحبّةُ في الله ، و يلي ظهورَ الأشراط الصغرى الأشراطُ الكبرى
العِظام
التي
تَتزَلزَل لها الأركانُ ، و تكون منذِرةً بدُنوِّ قيامِ الأنامِ
للمَلِك العلاّم ،
و في تتابُعِها
إثرَ بعضها يقول صلى الله عليه و سلم :
(( الآياتُ خَرَزات منظوماتٌ في سِلك ، فإن يقطع السِّلك
يتبَع بَعضُه بعضًا ))
أخرجه أحمد بسند
صحيح.
أولها : خروجُ
المهديّ من قبل المشرق يبايَع له عند البيت ،
يملأُ الأرضَ
عدلاً و قِسطاسًا بعد أن مُلِئَت جورًا و ظلماً ،
عَن أبي سعيدٍ
الخدريّ رضى الله تعالى عنه انه قال :
قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :
(( أبشِّركم بالمهديِّ ، يُبعَث على اختلافٍ من الناسِ و
زلازل ،
فيَملأ الأرض قسطًا و عدلاً كما ملِئَت ظلمًا و جورًا ،
يرضَى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض ))
أخرجه أحمد و
الهيثمي .
تَلي تلك الأمارةَ
الكبرى ظهورُ المسيح الدَّجّال منبَع الكفر و الإضلال
بفتنَتِه العظمى
للخلائق ؛ لما أُوتِيَ مِن معجّباتٍ و معجزات ،
تحيلُ مَن كان من
الإسلام على شك إلى ارتدادٍ و كفر و ضلال ،
وقانا الله
فِتنَتَه و كفانا محنَتَه ، مسيحُ إحدى العينين ، مكتوب بينهما
:
" كافر " ،
عن النواس بن
سمعان رضى الله عنه أنه قال :
قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم واصفًا خوارقَ الدجال :
(( يأمر السماء فتمطر ، و الأرض فتنبت ، و يمرّ بالخَرِبة
فيقول لها :
أخرجي كنوزَك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيبِ النحل ،
ما من بلدٍ إلا سيدخلُه إلاّ مكّةَ و المدينة ؛ فإنهما
محرَّمَتان عليه )) ،
و قد حذَّر النبيُّ المختار
تلبِيسَه و تدليسه بأجلَى الأوصاف و أشدِّ الإنذار ،
يقول عليه افضل
الصلاة و أزكى السلام في التوقِّي من شرِّه :
(( إذا تشهَّد أحدكم فليستعذ بالله من أربع
)) ،
و ذكر منهن :
(( و أعوذ بك من شرِّ فتنة المسيح الدجال ))
،
و قال عليه الصلاة
و السلام :
(( من حفِظ عشرَ آيات من أوّل سورة الكَهف عصِمَ من الدجال
))
أخرجه مسلم
.
و ثالث الأشراطِ
العظام نزولُ عيسى ابنِ مريم عليه السلام من السماءِ نزولاً
حقيقيًّا
بروحِه و
جسده ، حَكَمًا عدلاً ، ماكثًا في الأرض أربعين سنَة ، يقتل الخنزيرَ
،
و يكسر
الصليبَ ، و يقتل الدّجّال ، و تُمحَى عن الدنيا أعظمُ فتنة و محنَة
،
و يبارِك
الله في الأوقاتِ و الأقواتِ .
و مِن الأماراتِ
خروجُ يأجوجَ و مأجوج ، و هم قومٌ أقوياء لا قِبَل لأحدٍ بقتالهم
،
كأنَّ
وجوهَهم المجان المطرَقَة ، لا يمرّون بماء إلا شرِبوه ، و لا بشيءٍ
إلا أفسدوه ،
و ذلك على
عهد عيسى عليه السلام ، فيدعو اللهَ عزّ و جلّ فيمِيتُهم بنغَفٍ في
أقفائهم ،
ثم يُنبَذون
في البحر ، كما في الحديث عند مسلمٍ و غيرِه
.
و خامس الأشراطِ
الكبرى التي يرسِلها الله ابتلاء و اختبارًا
و يظهِرُها
تخويفًا و إنذارًا خُسوفاتٌ ثَلاثة تحلُّ دونما تريث ،
فتنبت الخيفةَ من
غضب الله و عقابه ، و تحث إلى مرضاته و ثوابه ،
عن حذيفةَ رضى
الله تعالى عنه أنه قال :
قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :
(( إنَّ الساعة لن تقومَ حتى ترَوا قبلَها عشرَ آيات
)) ،
و ذكر منهن
:
(( خسفٌ بالمشرق ، و خسف بالمغرب ، و خسفٌ بجزيرة العرب
))
أخرجه مسلم
.
إخوةَ الإيمان
، و سابعُ تلك الأماراتِ الكبريَات ظهورُ الدخان ، دخانٌ
يملأ الأرجاءَ ،
ما بين الثرى و
السماء ، تكونُ منه الدّنيَا كبيتٍ أُوقِد فيه ،
يقول الحق سبحانه
و تعالى :
( فَارْتَقِبْ
يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ )
[الدخان: 10]
.
و أمّا ثامِنُها
فطلوعُ الشمس من مغربها ،
تلك الشمس التي
عُلِّقت بين الكواكب ساعَة إلى قيام السّاعَة ،
يظنّ اللاّهون
أنَّ في طلوعها فرصة سانحة للتوبة ،
و هي في حقيقتها
فيصل بين الكفر و الإيمان ،
يقول صلى الله عليه و سلم :
((لا تقوم الساعة حتى تطلُع الشمس من مغربها ،
فإذا طلَعَت فرآها الناس آمنوا أجمعون ،
فذاك حين لا ينفَع نفسًا إيمانها لم تكن آمنَت من قبل أو
كسَبَت في إيمانها خيرًا ))
أخرجاه.
أيّها الخاشون
للساعة ، يقول الحقُّ تبارك و تعالى :
( وَإِذَا وَقَعَ
الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ
تُكَلِّمُهُمْ )
الآية [النمل: 82] ،
تلكم هي الآيةُ
الكبرى التاسِعَة ، دابّةٌ تنطِق و تُدِين بين يدَي يومِ الدين ،
مخرجُها بَلدُ
الله الأمين ، تجلو تلك الدابّةُ وجهَ المؤمن ، و تخطِم أنفَ الكافِر
،
فرُحماك
ربَّنا رُحمَاك .
ألا فاتَّقوا الله
عبادَ الله ، و ادَّكِروا
بهذه الأشراط في كلِّ الأحوال ،
و ازدَلفوا إلى
ربِّكم بصالح الأعمال ما دمتم في فسحة وسعة ،
و الله المسؤولُ
أن يوقِظَنا من رقدة الغفلة ،
و أن يتدارَكَنا
بالتوبة و الإنابةِ ما دُمنا في زمن المُهلة ، إنّه جوادٌ كريم
.
بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ، و جعلنا و
إياكم بعظاته معتبرين ، و لآياته متدبِّرين ،
أقول قولي هذا ، و أستغفِر الله العظيم الجليل لي و
لكم ،
فاستغفروه ثم توبوا إليه ، إنَّ ربي قريبٌ مجيب