ـــــــــــــ
1 ـ 10 النحل . 2 ـ 85 ص .
متلازمين من الكلام ، وفي بعض المواطن بين الفعل وما قد يسبقه من بعض الحروف ، وهذه الجمل لا محل لها من الإعراب .
وقد يسبق الجملة المعترض بعض الأحرف التي تسمى بأحرف الاعتراض وهي في الأصل أحرف استئناف ، أو عطف ، وهذه الأحرف هي :
1 ـ " الفاء " كما في قول علقمة الفحل :
وأنت امرؤٌ أفضتْ إليك أمانتي وقبلك ربَّتني فضِعت رُبُوبُ
ومنه قوله تعالى : { ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان }1 .
2 ـ " الواو " .
كقوله تعالى : { فلما وضعتها قالت : ربِّ إني وضعتها أنتى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى } 2 .
ومنه قول متمم بن نويرة :
لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزعٍ مما أصاب فأوجعا
لقد كفّن المِنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا
الشاهد قوله : وما دهري … إلخ جملة معترضة مقرونة بواو الاعتراض .
3 ـ " إذ " التعليلية .
كقوله تعالى : { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون }3 .
ومنه قول مجنون ليلي :
فيا ربِّ إذ صيرت ليلى هي المنى فزِنِّي بعينيها كما زنتها ليا
الشاهد قوله : إذ صيرت . جملة اعتراضية مقرونة بـ " إذ " .
4 ـ " حتى " الابتدائية .
كقوله تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }4 .
ـــــــــــ
1 ـ 62 ـ 64 الرحمن . 2 ـ 36 آل عمران .
3 ـ 39 الزخرف . 4 ـ 18 النساء .
ومنه قول الشاعر :
عممتم بالندى حتى غُواتُهُمُ فكنت مالك ذي غَيٍّ وذي رشدِ
5 ـ اللام الموطئة لجواب القسم : وهي اللام الداخلة على أداة الشرط ، للإذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ظاهر ، أو مقدر لا على الشرط ، وقد عد النحاة اللام الموطئة للقسم من الأحرف الاعتراضية لأنها تتصدر الجملة الشرطية فتجعلها اعتراضية .
مثال القسم الظاهر قول الشاعر :
لعمري لئن كنتم على النأي والغنى بكم مثل ما بي إنكم لصديق
فالقسم الظاهر قوله : لعمري ، والجملة الشرطية معترضة بين القسم وجوابه : إنكم لصديق .
ومثال القسم المقدر قمل الشاعر :
لمتى صلحت ليُقضينْ لك صالح ولتُجزَيَنَّ إذا جُزيتَ جميلا
فالقسم في هذا الشاهد مقدر قبل اللام الموطئة ، والجملة معترضة بين القسم المقدر وجوابه .
الفرق بين الجملة المعترضة ، وبين جملة الحال :
نتيجة للالتباس الذي كثيرا ما يقع بين الجملة الاعتراضية ، والجملة الحالية ، حاول النحاة وضع بعض الفوارق التي تميز بين الجملين حتى لا يختلط الأمر على الدارس ، وهذه الفوارق هي :
1 ـ الإنابة عن المفرد :
الجملة الحالية كما مر معنا جملة لها محل من الإعراب ، لذلك فهي تحل محل الاسم المفرد ، وتنوب عنه في إعرابه .
أما الجملة الاعتراضية فهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، ولا تحل محل المفرد .
2 ـ الإنشاء :
قد تأتي الجملة الاعتراضية إنشائية ، في حين لا تكون الجملة الحالية كذلك .
والشاهد على ذلك قول جميل :
يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرَهنَّ اريد
الشاهد قوله : يا جميل ، وهي جملة نداء إنشائية قد اعترضت بين الفعل " جاهد " وبين الجار والمجرور المتعلق بالفعل وهو " بغزوة "
وكذلك قول ابن هرمة :
إن سليمى والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزؤها
فالشاهد قوله : والله يكلؤها ، وهي جملة دعاء إنشائية ، وقعت معترضة بين اسم إن وخبرها .
3 ـ الاستقبال :
قد تبدأ الجملة المعترضة بحرف من أحرف الاستقبال كلن وسوف ، والسين .
نحو قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة }1 .
ونحو قول زهير :
وما أدري وسوف إخالُ أدري أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ ؟
ويمتنع ذلك في الجملة الحالية ، لأنه يراد بها الحاضر لا الاستقبال .
سابعا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم :
أدوات الشرط غير الجازمة : إذا ، لو ، لولا ، لوما ، لمّا الظرفية المتضمنة معنى الشرط ، كيف .
كقول المتنبي :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا