ـــــــــــــ
1 ـ 148 البقرة .
ونحو : أيّان تحضر نكن في استقبالك .
وقول لبيد :
فأصبحت أنّى تأتها تشتجر بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
ونحو : أيّ ادّخار في صغرك ينفعك في كبرك .
وعدم اقتران جواب الشرط مع الأدوات غير الجازمة ، يكون لظهور الجزم في لفظ الفعل .
وعدم اقترانه مع الأدوات الجازمة ، فلأن المحكوم لموضعه بالجزم هو " الفعل " لا الجملة بأسرها . (1)
ومما يقال في جملة جواب الشرط الجازم غير المقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، يقال في جملة جواب الطلب ، فهي في الحقيقة جواب شرط جازم ، حذف مع فعله ، لدلالة الكلام عليه .
كما في قول جميل :
وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به مع الناس قالت : ذاك منك بعيد
فقد جزم الفعل " أعش " على تقدير : إن ترديه أعش به ، وجملته جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء ، أو إذا ، لذلك لا محل لها من الإعراب .
ومنه قول عنترة :
هلاّ سألت الخيل يا بنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلم
يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعِفُّ عند المغنم
فالتقدير فيه : إن تسأليها يخبرك من شهد .
أنواع أدوات الشرط من حيث الزمن :
يتفق النحاة على أن أدوات الشرط تنقسم إلى نوعين :
1 ـ أدوات شرط ظرفية :
وهي : إذا ، ولمّا ، ومتى ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ،
وأينما ، وتعرب الأداة في محل نصب على الظرفية ، والعامل فيها جوابها ، وتكون
ــــــــــــــ
1 ـ الأشباه والنظائر للسيوطي ج2 ص 23 .
جملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة ،
2 ـ أدوات شرط غير ظرفية :
وهي بقية أدوات الرط الجازمة وغير الجازمة مثل : إن ، وإذما ، ومن ، وما ، ومهما ، وكيفما ، ولو ، ولولا ، ولوما .
فالجمل الشرطية المصدرة بأداة مما سبق يكون موقعها الإعرابي مع الأداة حسب موقعها من الكلام ، وموقع جملة فعل الشرط لا محل له من الإعراب كما سنرى من خلال الشواهد التالية :
قال كثير :
كأني أنادي صخرة حين أعرضتْ من الصم لو تمشي بها العصم زلَّتِ
فقوله : لو تمشي بها العصم في محل نصب صفة لـ " صخرة " ، أما جملة الشرط فقط وهي : تمشي بها العصم لا محل لها من الإعراب .
وقال قيس بن الخطيم :
طعنتُ ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها
فجملة لولا الشاع في محل رفع صفة لـ " نفذ " ، وجملة الشعاع كائن لا محل لها من الإعراب .
ومثله قول الشاعر :
وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ من إيّاه تأمرُ آتيا
فجملة ما تأت في محل رفع خبر إنّ ، وجملة تأت لا محل لها من الإعراب .
ومنه قول أبي زبيد :
فالدار إن تنئهم عني فإنّ لهم ودّي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا